د ماهر الاعصر حصل علي شهادة FDA-USA للفايروكير علاج HCV

طرق العدوى بالفيروس الكبدي سي
وجد آن الفيروس أكثر انتشارا بواسطة طرق العدوى الآتية:
(1) بين مرضى نقل الدم وخصوصا اكثر من 50% من مرضى الهيموفيليا وأمراض الدم الأخرى التي تحتاج إلى نقل دم متواصل مثل أنيميا البحر الأبيض المتوسط (الثلاثيما) أو مرض العمليات الجراحية الكبدي التي تتطلب نقل دم.
(2) بين مرضى نقل الأعضاء مثل عمليات نقل الكلى أو الكبد.
(3) حقن الوريد وخصوصا الأمصال المناعية والأجسام المضادة السابق تحضيرها ويوجد شك في تلوثها بالفيروس.
(4) استخدام الحقن للأكثر من فرد كالمدمنين ( المشاركين في تعاطي المخدرات عن طريق الحقن) حيث وجد آن نسبة نقل العدوى بالفيروس الكبدي سي تتخطى 70% أي تنتقل إلى سبعة أفراد من كل عشرة مدمنين.
(5) استخدام الآلات الجراحية الملوثة بالدماء أو المعقمة تعقيما غير كافي للقضاء على الفيروس لمرضى الفشل الكلوي أو استخدام وحدات الغسيل الكلوى الدموى وفي حالة تلوث أحد الأجهزة بالفيروس فوجد آن أكثر من 25% من مرضى الفشل الكلوي الدموي معرضين للعدوى بالفيروس الكبدي سي لهذا يشترط دائما أجراء تحاليل تفيد خلو المريض من الأمراض التي تنتقل بالدم كالإيدز والفيروس الكبدي بنوعيه بي وسي قل أجراء الغسيل الكلوى الدموي.
(6) استخدام أدوات تخترق الجلد دون اتخاذ الطرق السليمة للتعقيم بكفاءة فلها دور في نقل الفيروس في حالة تلوث مثل الوشم بالرسم على الجلد بواسطة ابر الصبغات ثقب أذن الفتيات لوضع الحلق أو عمليات الختان للبنات باستخدام أدوات غير معقمة ملوثة أو استخدام البر الصينية أكثر من مرة لأكثر من مريض واحد دون تعقيم كافي.
(7) المتخصصون بالمجال الطبي والمعرضون لدماء المرضى كالجراحين وأطباء الأسنان وفني المعامل وخصوصا التعرض لوخز الإبر الملوثة فوجد آن أكثر من 10% من المعرضين لوخز بالإبر الملوثة بدماء المرضى ينتقل لهم عدوى الفيروس الكبدي سي.
( حالات أخرى يعجز المريض عن تذكر سبب واضح للتعرض للفيروس وهي تسمى عدوى مكتسبة من المجتمع وتمثل اكثر من 25% من حالات العدوى بالفيروس الكبدي سي وما زالت الأبحاث تجرى حتى الآن للوصول لأسباب وطرق عدوى المجتمع.
(9) أما الانتقال بالطرق الأخرى مثل المعاشرة الجنسية، انتقال العدوى من الأم إلى الجنين عبر المشيمة والعدوى عن طريق اللعاب كلها طرق عدوى ضعيفة جدا ونادرة الحدوث عن الفيروس الكبدي بي الذي ينتقل عن طريق كل هذه الطرق.

الفصل الثالث
الإصابة بالفيروس الكبدي سي
فترة الحضانة عند انتقال العدوى بالفيروس الكبدي سي من شخص لاخر بأخذ الفيروس فترة الحضانة تتراوح من أسبوعين حتى ستة أشهر (ثلاثة أشهر في المتوسط) منذ دخوله جسم العائل الجديد حتى أحداث الإصابة بالكبد و ارتفاع مستوى الأجسام المضادة المناعية بالدم وتفاوت فترة الحضانة ناتج من:
- اختلاف طرق دخول الفيروس بجسم المريض0
- تركيز وكمية الفيروس التي دخلت الجسم0
- مستوى مناعة جسم المريض وحالة الكبد به.
فمثلا عند وخذ جلد العائل بإبرة ملوثة بالفيروس تحت الجلد فيقوم الفيروس بالتكاثر والتكبير فى هذا المكان ويبدأ بالهجوم على الغدد الليمفاوية المناعية عن هذا المكان ثم يتوجه منها إلى الدم مباشرة وينتقل بحرية في بلازما الدم أو داخل الخلايا المناعية المتنقلة بالدم مثل الخلايا الأكولة العائلة أو الخلايا الليمفاوية بنوعيها بي وتي (وهي أنواع كرات الدم البيضاء المسئولة عن المناعة)0
ثم يتوجه بعد ذلك إلى الهدف الذي يصبو إليه ألا وهو خلايا الكبد يبدأ جزء الفيروس ينشق ويخرج منه القلب المكون من جزئ واحد من الحامض النووي أر آن إيه ويسبح في السيتوبلازم الخاص بخلية الكبد كي يصل إلى مقر الرئاسة الذي يسيطر ويحكم جميع وظائف الخلية ألا وهو النواة ولكنه الفيروس في صورته الحالية لا يستطيع دخول النواة فيقوم بتكرار نفسه لعمل نسختين منه كي يبدو على صورة دي أن إيه ولهذا يستطيع دخول مقلا نواة الخلية (متنكرا ) ويبدأ بالسيطرة على الشفرات الجينية الموجودة بجزئيات الكروموسومات المصنوعة من دي عن إيه ويعطى الأوامر لخروج رسول إلى الستوبلازم بالخارج ومعه رسالة للتنفيذ بمصانع تكوين البروتين بالخلية فحوى هذه الرسالة هي الالتزام فقط بتصنيع نسخ مكررة طبق الأصل للفيروس مئات آلاف وكلها مكونة من قلب وكبسولة حوله وعندما تقترب من غشاء الخلية الخارجي تأخذ جزء منه لعمل الغلاف الخارجي وتصبح جميع نسخ الفيروس آلاف كاملة وتنفجر الخلية الكبدية المصابة ويخرج منها فئات بل آلاف النسخ المكررة للفيروس التي تتوجه بدورها للهجوم على المزيد من خلايا الكبد.

دور الجهاز المناعي كالآتى:
• يبدأ بإفراز الأجسام المضادة للفيروس عن طريق الخلايا الليمفاوية بي وتظهر هذه الأجسام المضادة في دم المريض فى خلال الأسابيع الأولى حتى الشهر الثالث أقصى تقدير من بدء دخول الفيروس الجسم.
• المناعة المباشرة بواسطة الدفاع بالخلايا الليمفاوية تي القاتلة والخلايا المساعدة لها وهي تحد من قدرة الفيروس على التكاثر وتحد من نشاطه.

قدرة الفيروس الكبدي سي على البقاء والاستمرار داخل جسم العائل:
• يسلك الفيروس طرق عديدة للهروب والتخفي من الجهاز المناعي رغم قدرته على اكتشاف أي جسم غريب يقتحم الجسم فيقوم الفيروس بالتغيير المستمر للشفرات الجينية المكونة لجزئيات القلب، الكبسول والغطاء الخارجي وذلك بإحداث طفرات سريعة والتغيير المستمر في ترتيب وحدات النيكلوتيدات المكونة له وهذه التغييرات المستمرة تؤدي لوجود أكثر من نوع فيروس داخل جسم المريض الواحد مما يؤدي لارتباك جهاز المناعة والهروب وعدم مواجهة خلايا ه القاتلة وأجسامه المضادة وهذا يساعد على استمرار بقاء الفيروس لفترات طويلة عشرات السنين داخل جسم المريض محدثا جميع مضاعفاته المختلفة وأثناء هذه الفترة الطويلة نجد مستوى تركيز الفيروس بالدم تتغير ومتقلب في صورة أمواج هجومية تظهر بأعداد هائلة للفيروس بالدم وتظهر استجابة جهاز المناعة وارتفاع مستوى الأجسام المضادة بالدم وتظهر أيضا علامات إصابة الكبد في صورة ارتفاع إنزيماته بالدم وسريعا ما نجد انخفاض مستوى الموجة الهجومية للفيروس وتنحصر بالدم أيضا مستوى الأجسام المضادة وأنزيمات الكبد ولكن تاركين خلفهم أثار دمار تراكمي بخلايا الكبد ناتج عن نوبات الهجوم الشرس من قبل الفيروس المتكررة ويبدأ الكبد في إعادة بناء خلاياه المصابة مرة أخرى ثم تتكرر عمليات الدمار والبناء محدثه بداية المضاعفات وهي التليف الكبدي وما يتبعه من مشاكل سنقوم بشرحها في الفصول القادمة كما هو موضح بصورة رقم 3 ولهذا نجد آن الفيروس الكبدي سي له قدرة على البقاء داخل جسم العائل في حوالي نسبة تتراوح من 70 إلى 85 بالمائة من المصابين يتحولوا من التهاب كبدي حاد إلى التهاب كبدي مزمن نشط وذلك لاستمرار الإصابة أكثر من ستة أشهر ويستمر هكذا سنوات طويلة يحدث في 15% منهم تليف كبدي مع مضاعفاته المختلفة.
********
صورة رقم 3 توضح نوبات الهجوم الشرس للفيروس بدم المريض في صورة موجات متكررة يلاحقها ارتفاع الجسام المضادة من قبل الجهاز المناعي في محاولات منه لحصار الفيروس والحد من نشاطه ولا يهدأ إلا بعد اختباء الفيروس (3ب) مع الاحتفاظ ببقاء مستوى مرتفع ثابت لنوع آخر من الأجسام المضادة طويلة المفعول (3سي) والملاحظ انه مع كل موجة هجوم للفيروس يحدث ارتفاع في مستوى إنزيمات الكبد ويمثلها (ALT) وهذا مؤشر لمعدل الإصابات المتلاحقة لخلايا الكبد (3د) مما يحدث إصابة تراكمية للكبد تأخذ في الزيادة على مدار السنين وتصل بالكبد لمرحلة المضاعفات ومنها التليف الكبد في (3 إيه) (-9)

الالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد والمزمن
الجدير بالذكر آن حالات الالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد تحدث بعد انقضاء فترة الحضانة للفيروس بالجسم وهي تتراوح من أسبوعين إلى ستة أشهر (بمتوسط ثلاثة أشهر) وتظهر في أغلب الحالات 70% من الحالات الالتهاب الكبدي الحاد أعراض طفيفة جدا وبدون يرقان (اصفرار الجسم) مثل:
-إرهاق وتعب مع ضعف عام0
- غثيان وفقدان للشهية وخصوصا لا يحتمل المريض روائح أو أكلات معينة أو عدم الميل للتدخين رغم تعوده الدائم على مثل هذه الأشياء0
- إسهال أو إمساك مع اضطراب بالجهاز المعوي0
- ألم عام بالعضلات مع ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم مع صداع بالجبهة وقد تتشابه هذه الأعراض مع عدوى الأنفلونزا وتختفى هذه الأعراض بعد فترة قصيرة من تلقاء نفسها وتتكرر كلما ينشط الفيروس وتقل مناعة المريض0
وعندما تختفي هذه الأعراض يبدأ يقبل المريض على الطعام ويعود نشاطه ومجهوده المعتاد لطبيعته.

التطورات فيما بعد الالتهاب الكبدي الحاد:
(1) في 15-30% من المرضى ينتصر الجهاز المناعي ويشفى المريض تماما من الفيروس ويستمر الجهاز المناعي يقوم بإفراز الأجسام المضادة لفترة معينة ثم ينخفض للطبيعي مرة أخرى0
(2) في 70- 85% يستمر بقاء الفيروس بجسم المريض ولكن بصورة مزمنة تنشط من وقت لأخر محدثا التهاب بخلايا الكبد مع ارتفاع في مستوى إنزيمات الكبد بالدم عن معدلاتها الطبيعية لمدة تزيد عن ستة أشهر ويبدأ المريض في الدخول لمرحلة الالتهاب الكبدي المزمن النشط.
(3) في 15% من مرضى الالتهاب الكبدي المزمن النشط تحدث لديهم تليف بالكبد بعد مدة طويلة تصل لأكثر من عشرة سنوات ويصحب تليف الكبد العديد من المضاعفات الخطيرة مثل ارتفاع ضغط الوريد البابي وتضخم الطحال وظهور الدوالي بالمرىء واختلال وظائف الكبد مثل عدم قدرته على تكوين زلال الاليبومين مما يؤدي لتورم القدمين وظهور الاستسقاء بالغشاء البريتوني بالبطن مع عدم القدرة على تكوين عوامل التجلط بالدم مما يسبب سيوله بالدم0
أما أخطر هذه المضاعفات هو حدوث سرطان كبدي بعد التليف في 1-2% من المرضى الالتهاب الكبدي المزمن النشط المصحوب بالتليف بعد سنوات طويلة (كما هو موضح بالصورة رقم 4) .

كما آن الفيروس الكبدي سي يحدث أمراض أخرى بالمريض بالإضافة إلى الالتهاب الكبدي ومنها:-
ارتفاع الأجسام المناعية ضد بعض خلايا جسم المريض مما يسبب في ظهور أمراض المناعة الذاتية في أكثر من 50% من المرضى تحدث التهاب بالمفاصل بصورة شبيهة لمرض الروماتويد التهاب بالجلد مع طفح جلدى في صورة التهاب احمرارى شبيه لمرض "ليكن بلانس" في التهاب بالغدة الدرقية يعطى صورة ارتفاع ثم انخفاض نشاط الغدة مع الصورة المرضية المصاحبة لكل مرحلة كما يحدث أيضا التهابات بالأوعية الدموية في داخل الجسم أو في أطراف أصابع اليدين والقدمين مثل مرض رينالدوز.
- التهابات بالكلى وذلك لترسيب المجموعات المناعية بالشعيرات الدموية الخاصة بمصافي الكلى مما يؤدي لخلل بوظائف الكلى مصاحب للالتهاب الكبدي.
- أنيميا النخاع العظمي مما يؤدي لنقص في كرات الدم الحمراء بالدم.