د ماهرالاعصر يكشف عن قدرة الفيروس سي للبقاء و الاستمرار بالكبد

قدرة الفيروس الكبدي سي على البقاء والاستمرار داخل جسم العائل:
• يسلك الفيروس طرق عديدة للهروب والتخفي من الجهاز المناعي رغم قدرته على اكتشاف أي جسم غريب يقتحم الجسم فيقوم الفيروس بالتغيير المستمر للشفرات الجينية المكونة لجزئيات القلب، الكبسول والغطاء الخارجي وذلك بإحداث طفرات سريعة والتغيير المستمر في ترتيب وحدات النيكلوتيدات المكونة له وهذه التغييرات المستمرة تؤدي لوجود أكثر من نوع فيروس داخل جسم المريض الواحد مما يؤدي لارتباك جهاز المناعة والهروب وعدم مواجهة خلايا ه القاتلة وأجسامه المضادة وهذا يساعد على استمرار بقاء الفيروس لفترات طويلة عشرات السنين داخل جسم المريض محدثا جميع مضاعفاته المختلفة وأثناء هذه الفترة الطويلة نجد مستوى تركيز الفيروس بالدم تتغير ومتقلب في صورة أمواج هجومية تظهر بأعداد هائلة للفيروس بالدم وتظهر استجابة جهاز المناعة وارتفاع مستوى الأجسام المضادة بالدم وتظهر أيضا علامات إصابة الكبد في صورة ارتفاع إنزيماته بالدم وسريعا ما نجد انخفاض مستوى الموجة الهجومية للفيروس وتنحصر بالدم أيضا مستوى الأجسام المضادة وأنزيمات الكبد ولكن تاركين خلفهم أثار دمار تراكمي بخلايا الكبد ناتج عن نوبات الهجوم الشرس من قبل الفيروس المتكررة ويبدأ الكبد في إعادة بناء خلاياه المصابة مرة أخرى ثم تتكرر عمليات الدمار والبناء محدثه بداية المضاعفات وهي التليف الكبدي وما يتبعه من مشاكل سنقوم بشرحها في الفصول القادمة كما هو موضح بصورة رقم 3 ولهذا نجد آن الفيروس الكبدي سي له قدرة على البقاء داخل جسم العائل في حوالي نسبة تتراوح من 70 إلى 85 بالمائة من المصابين يتحولوا من التهاب كبدي حاد إلى التهاب كبدي مزمن نشط وذلك لاستمرار الإصابة أكثر من ستة أشهر ويستمر هكذا سنوات طويلة يحدث في 15% منهم تليف كبدي مع مضاعفاته المختلفة.
********
صورة رقم 3 توضح نوبات الهجوم الشرس للفيروس بدم المريض في صورة موجات متكررة يلاحقها ارتفاع الجسام المضادة من قبل الجهاز المناعي في محاولات منه لحصار الفيروس والحد من نشاطه ولا يهدأ إلا بعد اختباء الفيروس (3ب) مع الاحتفاظ ببقاء مستوى مرتفع ثابت لنوع آخر من الأجسام المضادة طويلة المفعول (3سي) والملاحظ انه مع كل موجة هجوم للفيروس يحدث ارتفاع في مستوى إنزيمات الكبد ويمثلها (ALT) وهذا مؤشر لمعدل الإصابات المتلاحقة لخلايا الكبد (3د) مما يحدث إصابة تراكمية للكبد تأخذ في الزيادة على مدار السنين وتصل بالكبد لمرحلة المضاعفات ومنها التليف الكبد في (3 إيه) (-9)

الالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد والمزمن
الجدير بالذكر آن حالات الالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد تحدث بعد انقضاء فترة الحضانة للفيروس بالجسم وهي تتراوح من أسبوعين إلى ستة أشهر (بمتوسط ثلاثة أشهر) وتظهر في أغلب الحالات 70% من الحالات الالتهاب الكبدي الحاد أعراض طفيفة جدا وبدون يرقان (اصفرار الجسم) مثل:
-إرهاق وتعب مع ضعف عام0
- غثيان وفقدان للشهية وخصوصا لا يحتمل المريض روائح أو أكلات معينة أو عدم الميل للتدخين رغم تعوده الدائم على مثل هذه الأشياء0
- إسهال أو إمساك مع اضطراب بالجهاز المعوي0
- ألم عام بالعضلات مع ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم مع صداع بالجبهة وقد تتشابه هذه الأعراض مع عدوى الأنفلونزا وتختفى هذه الأعراض بعد فترة قصيرة من تلقاء نفسها وتتكرر كلما ينشط الفيروس وتقل مناعة المريض0
وعندما تختفي هذه الأعراض يبدأ يقبل المريض على الطعام ويعود نشاطه ومجهوده المعتاد لطبيعته.

التطورات فيما بعد الالتهاب الكبدي الحاد:
(1) في 15-30% من المرضى ينتصر الجهاز المناعي ويشفى المريض تماما من الفيروس ويستمر الجهاز المناعي يقوم بإفراز الأجسام المضادة لفترة معينة ثم ينخفض للطبيعي مرة أخرى0
(2) في 70- 85% يستمر بقاء الفيروس بجسم المريض ولكن بصورة مزمنة تنشط من وقت لأخر محدثا التهاب بخلايا الكبد مع ارتفاع في مستوى إنزيمات الكبد بالدم عن معدلاتها الطبيعية لمدة تزيد عن ستة أشهر ويبدأ المريض في الدخول لمرحلة الالتهاب الكبدي المزمن النشط.
(3) في 15% من مرضى الالتهاب الكبدي المزمن النشط تحدث لديهم تليف بالكبد بعد مدة طويلة تصل لأكثر من عشرة سنوات ويصحب تليف الكبد العديد من المضاعفات الخطيرة مثل ارتفاع ضغط الوريد البابي وتضخم الطحال وظهور الدوالي بالمرىء واختلال وظائف الكبد مثل عدم قدرته على تكوين زلال الاليبومين مما يؤدي لتورم القدمين وظهور الاستسقاء بالغشاء البريتوني بالبطن مع عدم القدرة على تكوين عوامل التجلط بالدم مما يسبب سيوله بالدم0
أما أخطر هذه المضاعفات هو حدوث سرطان كبدي بعد التليف في 1-2% من المرضى الالتهاب الكبدي المزمن النشط المصحوب بالتليف بعد سنوات طويلة (كما هو موضح بالصورة رقم 4) .

كما آن الفيروس الكبدي سي يحدث أمراض أخرى بالمريض بالإضافة إلى الالتهاب الكبدي ومنها:-
ارتفاع الأجسام المناعية ضد بعض خلايا جسم المريض مما يسبب في ظهور أمراض المناعة الذاتية في أكثر من 50% من المرضى تحدث التهاب بالمفاصل بصورة شبيهة لمرض الروماتويد التهاب بالجلد مع طفح جلدى في صورة التهاب احمرارى شبيه لمرض "ليكن بلانس" في التهاب بالغدة الدرقية يعطى صورة ارتفاع ثم انخفاض نشاط الغدة مع الصورة المرضية المصاحبة لكل مرحلة كما يحدث أيضا التهابات بالأوعية الدموية في داخل الجسم أو في أطراف أصابع اليدين والقدمين مثل مرض رينالدوز.
- التهابات بالكلى وذلك لترسيب المجموعات المناعية بالشعيرات الدموية الخاصة بمصافي الكلى مما يؤدي لخلل بوظائف الكلى مصاحب للالتهاب الكبدي.
- أنيميا النخاع العظمي مما يؤدي لنقص في كرات الدم الحمراء بالدم.
********
(صورة رقم4) توضح تطورات الالتهاب الكبدي الفيروسي سي فأكثر من 70% من مرضى الالتهاب الكبدي الحاد لا يشكون إلا من بعض الأعراض الطفيفة بدون يرقان أو حتى تغيير في لون البول أو الجلد.

فنجد نسبة تتراوح من 15 حتى 30% من مرض الالتهاب الكبدي الحاد يتم شفائهم منه تماما وبدون حتى علاج متخصص حيث يتمكن الجهاز المناعي من القضاء على جميع أفول الفيروس أما باقي المرضى فيستمر الالتهاب مع ارتفاع أنزيمات الكبد لفترة طويلة تتخطى ستة أشهر ويصل المرضى لمرحلة الالتهاب الكبدي المزمن النشط حيث نوبات الهجوم الفيروسي على الكبد ثم الاختباء مع إحداث إصابات بالكبد وعلى مر السنين تظهر في 15% من المرضى علامات التليف الكبدي ومضاعفاته.